يوم السبت 21 أغسطس 2010 يحيي المسلمون ذكرى حريق المسجد الأقصى رقم 41، وسط مخاوف حقيقة من انهيار المسجد بفعل الحفريات الصهيونية والمؤامرات التي تجري من حوله حتى بات الحرم القدسي أكثر استهدافا، من أي فترة مضت، لأن عمليات الحفر أسفل أركانه وأساساته مستمرة، ما يهدد في حالة استمرارها بانهياره بالكامل.
الجريمة التي جرت - في الحادي والعشرين من شهر أغسطس 1969 منذ واحد أربعين عاما- مازالت مستمرة ولم تنقطع لحظة واحدة، فهناك سياسة إسرائيلية رسمية تدعمها دوائر في الولايات المتحدة الأمريكية لتهويد القدس بالكامل، وفق برنامج مخطط ومدروس بعناية ومدعوم بشكل كامل وبأموال طائلة لا حدود لها .
كل عام نحتفل بالذكري السنوية لحريق الأقصى ونبكي بينما الصهاينة سائرون في خططهم الشيطانية لهدم المسجد الاقصي من خلال الحفريات الرهيبة الموجودة أسفله وحوله ، وفي كل عام يخدعنا الصهاينة ومعهم الأمريكان بقصص سلام وهمية وخطط ووعود - أخرها إعلان استئناف مفاوضات التسوية المباشرة في واشنطن يوم 2 سبتمبر 2010 (بدون أي ضمانات أو وقف للاستيطان!) - بينما يستمر التهويد في القدس والتحكم فيمن يدخل للصلاة في الأقصى، وافتتاح مشاريع صهيونية جديدة حول الحرم القدسي بخلاف تدمير المعالم الإسلامية مثل قبور عظماء المسلمين في "مأمن الله"، والاستيلاء علي التراث الإسلامي ونسبه لليهود وغيره الكثير !.
فلسطينيو الأرض المحتلة عام 1948 يصرخون كل عام ويعقدون مهرجانات (الأقصى في خطر) التي بلغت حوالي 15 مهرجانا ، ولا أحد يتحرك بجدية لوقف ما تبقي - بلا تهويد- في القدس ، من العالم العربي والإسلامي ، وعلي العكس تجري خطط صهيونية مبرمجة لإخفاء معالم الأقصى من جهة وتعجيل انهياره عبر الحفريات من جهة ثانية ، والتحكم في الصلاة فيه وإدارته من جهة ثالثة ، بخلاف السعي لطرد كافة القيادات الإسلامية والسياسية الفلسطينية التي تقف بالمرصاد لخطط الاحتلال خارج محيط المسجد الأقصى لشهور طويلة لمنع الشوشرة علي أعمال القرصنة علي الأقصى .
خطط الهدم !
يبدو أن الخطط الصهيونية تركز علي ثلاثة خيارات لهدم الأقصى وبناء الهيكل :
(الأول) : أن تستمر وتيرة الحفر الرسمية تحت الأقصى بأسرع الوسائل الممكنة بدعاوي البحث عن الهيكل والآثار اليهودية ، لتحقيق أكبر قدر من خلخلة أساسات المسجد الأقصى الذي بات شبه معلقا في الهواء بسبب هذه الحفريات بحيث ينهار المسجد بفعل أي هزة صناعية أو طبيعية (زلزال متوسط) فيبدو الأمر وكأن المسجد دمر بفعل الطبيعة وحينها يرفضون إعادة بناؤه إلا بإقامة الهيكل بجواره أو مكانه .
(الثاني) السعي لإدخال اليهود عنوة إلي المسجد الأقصى للصلاة في باحته ، وفرض أمر واقع عبر تقسيم الصلاة داخل الأقصى كما فعلوا في المسجد الإبراهيمي بما يسمح تدريجيا بتواجد يهودي رسمي داخل ساحة الأقصى ، ومن ثم السعي لفرض بناء الهيكل في هذا المكان ، أو تحين الفرصة المناسبة للبناء عندما ينهار الاقصي .
(الثالث): السعي للتوصل لاتفاق رسمي مع الفلسطينيين خلال جولات التفاوض الرسمية بتقسيم الأقصى للصلاة فيه، ومن ثم التحرك لبناء الهيكل في المكان المخصص لصلاة اليهود ليلاصق المسجد الأقصى في انتظار تدميره !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق